ساره
المحتويات
كل النساء يستطيعون أخذ حقهم من تلك الحياة الظالمه
أغلق المذكرات و هو ينتبه لصوت الصغيرة التى أستيقظت من نومها و تريد طعامها
أقترب منها يحملها بين يديه بحنان و قبل جبينها و هو يقول
جعانة يا صغيرة ... حاضر يا حبيبه بابا أنت بس تآمري
و
أحضر الببرونه الخاصه بها و ضمھا إلى صدره و بدء فى إطعامها الحليب برفق
هى بين ذراعيه
كان رمزي ينظر إلى أصلان و بداخله يفكر سبحان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء ... يعز من يشاء و يذل من يشاء
الأن هو حزين ... عينيه تمتلىء بالدموع ... يحتضن أبنته دون أن يهتم لكلمات الناس و نظراتهم المندهشة
يداعبها بيديه و يرسل أحد العمال ليحضر لها وجبتها من الحليب فى موعدها
حين أنتهى العزاء و عادوا الرجال إلى المنزل وقفت سناء أمام أصلان و قالت
متقلقيش يا عمتي ... أنا مخلى بالى منها ... و بعدين أنت حامل دلوقتى و المجهود غلط عليكى ... عايزين أخ أو أخت قدر تلعب معاهم
و تحرك ليصعد إلى غرفته و هو يقول
تصبحوا على خير
مش هتتعشى يا أصلان
قالها رمزي مستفهما لينظر إليه أصلان و قال بابتسامة صغيرة
مش جعان يا عمى ... تصبحوا على خير
مرت عدة أيام لم يختلف حاله عن الأيام الأولى حتى ذلك اليوم الذى وقف فيه أمام رمزي و قال
كان رمزي ينظر إليه بشك و تفحص ليقول أصلان موضحا
عارف إنك مش مصدق كل التغيير إللى حصل ... لكن إنك لا تهدى من أحببت و الله يهدى من يشاء
أبتسم رمزي إبتسامة صغيرة ليكمل أصلان كلماته
أنا مش هكون مكان قدر ربنا يرحمها ... أعتبرني مساعد ليك ... متطوع ... خدامك و تحت أمرك
ليقطب رمزي حاجبيه بضيق ليكمل أصلان قائلا بتوسل
أقترب خطوة من رمزى و أمسك بيده بتوسل
أرجوك يا عمي ... أنا هبقي من إيدك دى لأيدك دى ... هكون موجود بس علشان أنفذ إللى تأمرنى بيه
ربت رمزى على كتف أصلان و قال بهدوئه المعهود
يا ابنى أنا فخور بيك و إنك رجعت لربنا و لعقلك ... يمكن أتأخرت لكن إنك تتوب و ترجع للصح حتى لو متأخر أحسن من أنك تفضل فى ضلالك
أخذ نفس عميق و أخرجه بهدوء أكمل قائلا
ده مالك و مال بنتك ... و أنت أولى الناس إنك تديره هفهمك كل حاجة ماشية إزاى و أنت أكيد قد المسؤلية
و بالفعل من اليوم التالى ترك أصلان قدر عند سناء رغم أن قلبه يرتعش خوفا عليها ... و يشعر أن قلبه و عقله لا يفكرون سوا بها ... إلا أنه كان يسير خلف رمزي كتلميذ نجيب
يريد أن يتعلم كل شىء و إن يحصل على رضا المعلم فى النهاية
كان جميع أهل البلده يشاهدون حالته جسده الهزيل و ذقنه النامية ... إلتزامه بأداء الفروض فى المسجد ... الإبتعاد عن أى مظهر من مظاهر التفاخر و الرياء ... معاملته مع جميع الناس بتواضع و بساطه ... و أيضا أهتمامه بأبنته ... و أحترامه الواضح لزوج عمته و عمته أيضا
متابعته لبناء المدارس و تقديم المساعدة لكل فقير محتاج و تكفل بأكثر من فتاة حتى تستطيع دخول المدرسة
بعد مرور أربع سنوات ... كان يسير جوار أبنته التى ترتدى الزي المدرسى ... و يحمل هو عنها حقيبتها لتقول الصغيرة
أنا هروح مدسة ماما
ليبتسم بسعادة و هو يقول مؤكدا للمره الذى لا يذكر عددها
أيوة يا قدر ... المدرسة بأسم ماما و هى إللى كانت السبب
فى بناها
لتصفق الصغيرة كما كل مره يخبرها بنفس الجملة و تقول من جديد
و كمان على أسمى
ليضحك بصوت عالى و هو يقول
أيوه على أسمك ... لأن أسمك زى أسم ماما
وقفت الصغيرة و وضعت يدها حول خصرها و قالت
فين المصوف
متابعة القراءة