سر الغرفة 507

موقع أيام نيوز

بعد يوم وفي يوم 17 يا مصطفى سقطت دانه مدفع من ناحيه جنب الشمال فاصيب الجزء الايسر في جسمي بشظي الدانه على فكره في اربع شظايا في الرئه وشظايا اسفل الظهر كان المجموع الشظايا اللي انا اصبت بيها 13 شاظيه وكانت الدانه دي رد فعل من دبابات العدو لاننا كنا بنسد الثغره اللي فتحوها ما حستش بنفسي وفقدت الوعي داخل الدبابه
مصطفى
حضرتك بطل يا فندم
سياده العميد
بعدها يا مصطفى وفقت لقيت نفسي في مستشفى السويس والدكاتره بيزعقوا بيقولوا لازم اروح مستشفى القوات المسلحه هنا في المعادي ما كنتش حاسس ولا مستوعب اللي بيحصل حوالين مني ونقلوني وانا فاقد وعي
ومن وقتها يا مصطفى ولما فقت لقيت نفسي كده عشت طول حياتي هنا في المستشفى كل الرؤساء اللي جم زاروني وسلموا عليا وقعدوا معايا ما حدش فيهم نساني
على فكره انا سافرت ثلاث مرات اتعالج بره ورحت انجلترا وفرنسا واخر مره رحت امريكا حياتي كلها هنا جوه المستشفى علشان الڼزيف اللي بيجي لي لكن بخرج كل يوم سبت علشان اشوف اصحابي ايوه زمايلي الظباط وحتى العساكر بنقعد طول النهار مع بعض واخر اليوم وبالتحديد اخر كل يوم سبت من كل اسبوع برجع المستشفى تاني
وهنا اكتفى مصطفى بتلك الذكرى وهو يحكيها لابنه احمد
احمد
عندك حق يا بابا فعلا الله يرحمه
هو الشهيد الحي 
مصطفى
عارف يا احمد ده اخر كلمه قالها لي ايه وانا ببص له جامد وهو قاعد
قال لي يا مصطفى انت بتبص ان انا عجزت طول حياتي وقاعد هنا في المستشفى اقسم لك يا مصطفى ان لو الزمن عاد بيا تاني هكرر اللي حصل تاني وهدافع عن ارضي حتى لو تكرر ده مئات المرات هرجع بالزمن وهعمل كده تاني وهرجع هنا تاني كان شرف لي انا ضحي بجسمي فدى الارض وطني يا ريت الاجيال اللي جايه تفهم كده ويا ريت حد يفهمهم ان الوطن اغلى شيء في الدنيا
احمد
صح يا بابا انا كمان بتمنى ان يدرسوا لنا حياته في اي منهج من مناهج الدراسه خصوصا الدراسات الاجتماعيه او حتى التربيه الوطنيه
مصطفى
بتمنى يا يا ابني فعلا والنهارده عشرة من شهر مارس سنه 2024 افتكرته علشان النهارده الذكرى الاولى ليه الذكرى الاولى لغيابه بجسمه لكن روحه اكيد بترفرف حوالينا لانه شهيد يا احمد والشهيد ما بيموتش
تمت

تم نسخ الرابط