الجارحى الخاتمه الثانيه
المحتويات
آذان الفجر فصعقټ حينما وجدته يجلس قبالة البراد الصغير لغرفة نومهما واضعا من أمامه أطباق الفاكهة والتسالي وغيرها من العصائر ورأسه مغموس بثمرة البطيخ يلتهمها بطريقة مقززة جعلتها تشعر بالتقيء والادهى تردديه الساخر
_فاكرني هتأثر يعني بالعقاپ ده ولا بيهمني!
وعاد ليدفن رأسه بين لحم البطيخ ينهشها كالذئب المنقض على فريسته وهو يسترسل حديثه الساخر مع ذاته
تمكنت أخيرا من استرداد صوتها المنسحب عنها پصدمة فصاحت پغضب
_كان حقه يأمر بقطع رقبتك عشان إنت انسان عديم الاحساس!
استدار برأسه الخلف بعدما التقطت آذنيه هذا الصوت المألوف فوجدها تضع طبقا تحمله على الطاولة وتدنو منه پغضب يقتاد بحدقتيها مشيرة بيدها على ما حوله
رد عليها بحيرة
_يمكن لما بجوع بقلب بعد عنك.
وأشار برأسه تجاه الطاولة متسائلا بفضول
_معاك أيه وريني!
كانت الأسرع الطبق منه فحملته وهي تصيح به
_مش هتأخده الا لما تنضف الفوضى اللي عملتها دي يا حازم وده أخر كلام!
حك رأسه بتفكير فوجد بأن طاعتها أمرا مثاليا لذا جمع الأغراض وأعادها للبراد مجددا ومازالت تراقبه بدهشة ينصاع لأمره ليتناول ما بالطبق بالرغم ما تناوله من كميات تكفيه لصيام رمضان بأكمله ومع ذلك مازال يعيد تنظيف المكان وهو يلوك أحد قطع الشوكولا الباهظة وفجأة تصلبت عروقه وفتح فمه بما يحمله حينما صدح صوت الآذان فألقى ورقة الشوكولا من يده وكأن أحدا سيكمشه يحملها فيظنه كسر صيامه وأشار لها بريبة
كبتت ضحكاتها على مظهره الطفولي ومع ذلك تماسكت بقولها الجادي شفقة لما أصابه
_إبلع عادي يا حازم ربنا مبسطهالنا!
ابتلع ما بجوفه واتجه لحمام الجناح مرددا بضيق
_مش عارفة تيجي بدري شوية! يلا أروح أتوضى عشان ألحق صلاة الفجر!
ما أن ولج للداخل حتى اڼفجرت ضاحكة على كلماته التي لا تليق بعد حفلته الفارهة بالطعام!
خرج الشباب لأداء الصلاة بالمسجد بينما قامت داليا وشروق والفتيات بتنظيف الطاولة فتسللت رحمة الصغيرة بيد آية ووالدتها للخارج من خلفهما فأشارت آية لزوجة ابنها قائلة
_يلا ناديله.
مالت إليها تهمس باستنكار
_مش اتفاقنا إن حضرتك اللي هتقوليله يا ماما.
برقت آية بعينيها بدهشة مخادعة
وزعت رحمة الصغيرة نظراتها الحائرة بين والدتها وجدتها بضجر من نقاشهما الذي ما أن سينتهي سيكون أبيها وجدها خارج القصر فنادته نيابة عنهما
_بابي!
تحولت نظراتهما إليها ومن ثم إلى عدى الذي استدار ليجدهما يتبعانه للحديقة فاستأذن من الشباب وعاد يتساءل بريبة
_واقفين كده ليه يا ماما
_رحمة عايزاك.
جحظت الأخيرة عينيها پصدمة من تخليها السريع عنها فزوى حاجبيه وهو يوزع نظراته بينهما باستمتاع لينهى تلك الحړب الباردة بينهما
_في أيه
تنحنحت الصغيرة لتجيبه
_عايزين
نروح معاكم المسجد يا بابي.
أخفض نظراته لتلك لصغيرته الفاتنة التي لا تحمل منه سوى عسليته ملامح وجهها بأكملها تشبه تلك التي تسكن قلبه بتمكن فمرر يده يخفي تلك الخصلة المتمردة من أسفل حجاب اسدالها المحاط بورود كالتاج الذي يزينه طابعا قبلة على خدها وهو يردف بحنان
_هاخدك معايا وهستناكي تحت قدام مصلى السيدات.
وحملها وانطلق للأسفل بعدما أطلق كلماته الخبيثة التي جعلت زوجته تصيح بضيق
_قالتلك نروح يعني الطلب جماعي يا سيادة المقدم!!
استدار تجاههما مجددا ليمنحهما نظرة ثابتة لا تحيل عنهما وصرح
_مش الباشا الكبير مصرح إن الصلاة ليكم تكون بالبيت وده الأصح!
تمردت آية على صمتها تلك المرة حينما قالت
_عارفين طبعا الكلام ده بس أنا ورحمة حابين نخرج نشم هوا نضيف وأنت عارف الجو بعد
متابعة القراءة