الجارحى الخاتمه الثانيه
المحتويات
الفجر بيكون نقي وبالأخص في رمضان تحسه ريحته مسك كده.
ابتسم وهو يتابع حديثها فترك صغيرته عن يده وأشار لها بالذهاب لعمر الذي يشير لها خارج البوابة الخارجية للقصر بينما دنا هو منها ليسألها بخبث
_ماما إنت عايزاني أواجه ياسين الچارحي بحرب تانيه
أفلتت بسمة خاڤتة على شفتيها وهي تشير له بتأكيد وكأنها تستغيث لوالدها بالدفاع عنها أمام أستاذها البغيض تعالت ضحكات عدي وردد بمكر
وضم يده لصدره وهو يشير لها
_بينا نواجهه مع بعض وربنا يستر!
تعلقت آية بذراعه واتبعتهما رحمة بسعادة لتوقفها نور التي تعلقت برقبتها تعاتبها بسخط
_كنتوا هتمشوا من غيري!!
ردت عليها باستهزاء
_شايفانا أخدنا الأذن واحد وافق لسه التاني.
_مين وافق ومين لسه
ابتسمت وهي تخبرها بالمتبقى
_ياسين الچارحي.
صمت شفتيها معا وهي تردد بيأس
_يبقى الموضوع كبير!
تفاجئ ياسين بخروج زوجته برفقة عدي للخارج فتساءل وهو يوزع نظراته المشككة بينهما
_خير
منحه عدي نظرة مطولة ثم ضمھا إليه واستدار بها بعيدا عن ياسين الذي يحاول استكشاف ما يود ابنه الشرس فعله تلك المرة بعد محاولاته المستميتة لترويضه انحنى عدي لطول والدته القصير عن قامته الطويلة ليخبرها بعقلانية جعلتها لا تصدق ببداية الأمر
رفعت أحد حاجبيها بذهول
_تفتكر
أومأ برأسه مؤكدا فمنحته ابتسامة هادئة ثم استدارت تجاه ياسين الذي يتابعهما واضعا يده بجيب سرواله القماشي وعينيه لا تفارقهما فما أن اقتربا منه حتى صاح بوجوم
رفعت كتفيها ببراءة مصطنعة فتسلطت عسليته لشبله طارحا السؤال القادم إليه
_كلتا آذني صاغية.. اتفضل!
ابتسم وهو يشير لزوجته
_ده موضوع خاص بيكم أنا ماليش أتدخل بيه يلا يا حبيبتي هيقيموا الصلاة.
أسرعت رحمة ونور خلفه ومازال ياسين يقف محله يراقبه بغموض انتقل لزوجته التي ما أن تأكدت من رحيله حتى حررت ضحكاتها التي سيطرت عليها بتحكم فابتسم ياسين وهو يراقبها بنظراته العميقة بعدما تسلل إليه مفهوم ما حدث بينهما فقال بصوته الرخيم
ضحكت حتى أدمعت عينيها وأخبرته بدهشة
_كنت بحاول اقتنع ان عدي إتغير بس دلوقتي اقتنعت.
اقترب منها وأبعدها بذراعه عن الطريق لتخطو محله ويصبح هو خارج الطريق فاتجهوا معا للمسجد القريب من القصر وهو يشير لها
بدأت بقص ما حدث إليه وخاصة بحديث عدي العقلاني فابتسم وفاه براحة
_ابتدى يفهم!
ردد الإمام الآذان بصوته الخاشع ومن بين تردده نطق جملة تقشعر لها الأبدان من لذة معناها
الصلاة خيرا من النوم.. الصلاة خيرا من النوم
تلك اللذة التي تداعب قلوب من يهم فجرا لقضاء فرض الله عز وجل الا يكفيه بأنه في معية الله وحفظه طوال اليوم رزق الله على العبد لا يعد بالثروة والمال رزقه يكمن بصلاته محبته تكمن باستيقاظك ليلا حينما يرحل عنك النوم وتقرر بتلك اللحظة قضاء صلاة القيام أو الفجر عز وجل أرادك أن تهم إليه تدعوه بما يضيق صدرك يريد سماع صوتك يريدك مهرولا إليه وإن كنت تقدمت إليه شبرا يقترب منك ذراعا.
انتهت الصلاة وخرج الرجال من المسجد أولا لإتاحة خروج غير محرج للنساء كما اعتادنا نحن العرب أمر ياسين الشباب بالعودة للقصر ووقف جانبا بإنتظار حفيدته وزوجته
وبناته فوجد عدي ينضم إليه بتلك الزواية البعيدة عن مخرج السيدات ويراقبه ببسمة هادئة فبادله
متابعة القراءة