روايه مع وقف التنفيذ
المحتويات
هعيش أزاى
نظرت له بحب وقد تناست تعبها تماما على أثر كلماته العذبة المقدرة لمجهودها وقالت
أنت كمان بتتعب فى شغلك
هز رأسه نفيا وقال
لا انا لازم أساعدك قوليلى اعمل ايه و هتلاقينى فوريره على طول
قالت بخجل
ممكن تحضر الأكل معايا بس
رفع حاجبيه قائلا بدهشة
بس كده
أومأت برأسها فانحنى بخفة أمامها وهو يقول باحترام مرح
ضحكت وضړبته بخفة على كتفه ثم أعطته أحد الأطباق فى يده قائلة
أتفضل بقى للخلف دور
ألتفوا جميعا حول المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ولكنه فجأة ترك الملعقة من يده لتصدر صوتا عاليا وهى ترتطم بالطبق أمامه وعقد جبينه هاتفا
أيه ده يا عبير أيه الأكل ده
نظر الجميع إلي وقالت عبير بتوتر
عقد جبينه أكثر وقال بصرامة
طبيخ ده ولا بسبوسة
تذوقت والدته الطعام وقالت
ماهو كويس أهو يابنى
بينما قالت عبير باضطراب
بسبوسة ازاى يعنى
ألتفت إليها بنفس الصرامة وقال
المعلقة يا هانم اللى دوقتى
بيها الأكل ولمست بؤقك .. حطتيها فى الحلة تانى علشان كده الطبيخ بقى مسكر
رفعت عبير حاجبيها بينما نظرت له والدته ثم ضحكت وقالت
ثم نظرت لعبير وقالت
الله يعينك عليه يا بنتى.. أنت مستحملة رخامته دى ازاى
زفرت عبير وهى تقول
الله يسامحك يا بلال خضتنى.. أنا قلت حطيت سكر بدل الملح
يقول مش انا قلتلك قبل كده أى حاجة بتمسكيها بتبقى مسكره
قاطعه أحد الأولاد قائلا
أبى أنا عاوز حته من الفرخه دى
نظر له بلال وقال لعبير
بعدما هدأت الضحكات قالت عبير وقد تبادلت النظرات مع أم بلال
بقولك ايه يا بلال أنا عندى فكرة كده يارب توافق عليها
أبتلع الطعام وقال
خير يا حبيبتى
أيه رأيك تعلمنى الحجامة زى ماما كده .. ونعمل جزء فى المركز للستات .. الحجامة ابتدت تنتشر والستات مش لاقية واحدة ست تعمل عندها .
طب والبيت والولاد
تدخلت والدته قائلة
أنا هساعدها وهنتبادل الشغل وبعدين يعنى مش هتبقى زحمة ... الناس لسه لحد دلوقتى ميعرفوش فوايدها ومش هيبقى فيه أقبال كتير وخصوصا فى الاول كده ..
أردفت عبير قائلة
حتى لو بقت زحمة ممكن نجيب ممرضة تساعدنا
نظر بلال إليهما وقال
شكلكوا متفقين وانا اخر من يعلم
بصى يا عبير أنا مش ضد شغل الستات بالعكس .. الست ممكن تفيد الست اللى زيها .. علشان كده أنا نفسى الدكاترة الستات يبقوا أكتر من كده ويبقوا فى كل التخصصات
قالت بفرحة
يعنى موافق
أشار بيده قائلا
موافق بشرط .. أن ده ميأثرش على بيتك وولادك
أومأت برأسها بفرحة وهى تنظر إلى والدته التى ابتسمت بسعادة وهى تنظر إلى عبير بامتنان فلقد كانت هذه رغبتها هى ولكنها خشيت من رفض بلال للفكرة خوفا على صحتها وسنها المتقدم كانت تشعر أنها لابد أن تفعل شىء تخدم به الناس من حولها لن تظل هكذا حبيسة الجدران تهتم بأحفادها وفقط لابد أن يكون لها دور فى المجتمع مفيد وهى وسط النساء بجوار زوجة ولدها التى تعتبرها ابنتها منذ أن رأتها فى بيت والدها فهناك أناس ېموتون فنشعر بعد موتهم بفقد الكثير والكثير وهناك أناس ېموتون فنتفاجىء بأنهم كانوا لايزالون أحياء.
وقف فارس ماثلا أمام النيابة يدلى بأقواله فى القضية وهو يذكر كل
تفصيلة مرت به فى هذه الأثناء وبعد أدلاء سكرتير النيابة باعترافاته وأنه فعل ذلك بعد تحريض من وائل وأنه استلم المال من دنيا يدا بيد بشكل مباشر وأنه لم يتقابل مع فارس ولم يراه من قبل .. خرج فارس من هناك دون أن توجه له تهمة واحدة .
وهو فى طريقه فى الرواق أمام مكتب النيابة تقابل مع دنيا ووائل وهم فى حالة مذرية ومن الواضح أنهم قد تم حبسهم على ذمة التحقيق .. نظر لها فارس بازدراء واطرقت هى برأسها أرضا تخشى من مواجهته حثه الدكتور حمدى على عدم التوقف والحديث معها ولكنه لم يفعل .
وقف أمامها قائلا
أنا عمرى ما عملت فيكى حاجة
وحشة ومغصبتكيش علشان تتجوزينى ليه وافقتى على كتب الكتاب وانت رافضانى بدل ما كنت تهربى من امك كنت كلمينى وقوليلى مش عاوزاك صدقينى كنت هحترم ده وانسحب من حياتك بهدوء كنت وفرتى علينا سنين ضاعت فى لاشىء .
صمتت واطرقت إلى الأرض تريد أن تبتلعها الأرض فى أحشائها ولا تقف أمامه مثل هذا الموقف .. سمعت صوتا من الخلف يقول
حمدلله على سلامتك يا دكتور
ألتفت فارس ودنيا ليجدا حسن الذى اقترب منها وقال
مش كنت وفرتى على نفسك الپهدلة دى
حدقت به وقالت صاړخة
يعنى انت اللى قلتله مش كده يا ندل
أبتسم حسن وقال لها
مش انت اللى مسمعتيش الكلام وكنت عاوزه تاخدى نص الفلوس لوحدك ..أديكى هتصرفيها على المحامين
ثم نظر إلى فارس وقال بزهو
انا اللى بعتلك الجواب يا دكتور فارس علشان اعرفك الحقيقة
أحتقن وجه فارس وهو يسمتع الحديث الذى يدور بين حسن ودنيا وشعر أنه سيتقيأ ما فى معدته من فرط التقزز الذى يشعر به تجاهمها وتجاه ما يقولان ..
دفعها أمين الشرطة تجاه مكتب وكيل النيابة لتدخل إليه
تستكمل التحقيقات بينما ألتفت إليها فارس وناداها قائلا
دنيا
ألتفتت إليه بنظرات متسائلة وعيون باكية .. فقال بهدوء
أنت طالق
واستدار بجسده إلى حسن الذى كان ينظر إليها پشماتة .. فأمسك بتلابيبه ودفعه بالاتجاه الآخر وهو يصيح به
أمشى من هنا يا ديل الكلب انت
نظر الدكتور حمدى إليه متسائلا وهو يقول
أيه علاقة حسن باللى بيحصل يا فارس
أطرق فارس برأسه وهو يحركها يمينا ويسارا قائلا بأسف
معلش يا دكتور أنا تعبان ومحتاج أروح دلوقتى
وضع حمدى يده على كتف فارس وقال متفهما
روح أنت أرتاح ...
ثم أبتسم وهو يقول
بس أعمل حسابك بعد كتب كتابك على طول هتنزل الشغل ..ماشى
ماشى يا دكتور
وقبل عقد القران بيوم واحد كانت عزة وعبير فى زيارة مهرة التى كانت كانت تظن أن شمس اليوم التالى ستشرق من أجلها وأن القمر سينتصف السماء من أجلها لا لينير الأرض كما يفعل كالعادة ولكن سيحذو حذو الشمس وسيفعل ذلك لها وحدها .
قبلتهما مهرة وهى ترحب بهما فى منزلها بسعادة وجلست أمامهم وهى تلاعب الأطفال وعزة تنظر إليها بدهشة بينما قالت عبير بمرح
علشان تعرفى بس أن قلبى كان حاسس ها
ضحكت مهرة بخجل وهى ټدفن وجهها بين الاطفال حياءا منها وقالت عزة متسائلة
بصراحة يا مهرة انا مستغربة أوى .. محدش كان يفكر أبدا ان العلاقة بينك وبين فارس تبقى أكتر من علاقة بنت باخوها الكبير
نظرت لها عبير معاتبة بينما قالت مهرة بخفوت
أنا عمرى ما شوفت فارس اخويا .. كنت دايما بشوفه قدوتى وانى نفسى ابقى زيه.. حتى ساعات كنت بتمنى ابقى شبهه فى الشكل من كتر منا كنت بحب اقلده فى كل حاجة ..عارفة العلامات اللى بتبقى مرسومة على الطريق علشان ترشد الناس .. أهو كان بالنسبإلى كده .. لاء ده انا كنت بحس انه هو الطريق نفسه اللى من غيره أضيع واتوه .
تبادلت عزة مع عبير النظرات وهما ينظران إلى مهرة وهى تتحدث بعيون حالمة وهائمة فقالت عبير على الفور
أنا بكره إن شاء الله هبقى عندك من أول اليوم.. وهجيبلك الكوافيرة هنا فى البيت وهجيبلك البنات اللى هيعملولك فرح زى فرحى بالظبط مش انت فاكراه ولا نسيتى
نظر إلى سترته فى المرآة متمما عليها بقلق ثم خرج إلى والدته التى كانت تنتظره بالخارج ودار حول نفسه ببطء مستعرضا حلته أمامها وقال متسائلا
ها أيه رأيك يا ست الكل
أبتسمت والدته وأقبلت عليه وقبلته بعينين دامعتين وقالت
زى القمر يا حبيبى
قال على الفور
تفتكرى هعجبها كده
ضحكت وهى ترفع كتفيها وتنزلهما قائلة
أنت عاجبها من زمان ..من ساعة ما كانت فى اللفة
قبل يد والدته ولف ذراعه حولها قائلا
تصدقى يا أمى مشوفتهاش من ساعة ما رجعت غير مرة واحده لما كانت فى البلكونة.. ومن ساعتها مش عارف اشوفها ولا حتى صدفة .. مش عارف مكسوفة مني كده ليه.. كأنى غريب عنها.. كأنها متعرفنيش .. مش عارف اخاليها تاخد على الوضع الجديد ده ازاى
أجلسته والدته على الأريكة وجلست بجواره وقالت بجدية
أنا عاوزة اقولك كلمتين يا فارس تحطهم حلقة فى ودنك .
أعتدل وبدا عليه الأهتمام وهو يستمع لها وهى تقول
مهرة يابنى بالنسبالك مش هتبقى مراتك وبس .. دى كمان هتبقى بنتك ولازم تاخد بالك من كده وانت بتتعامل معاها ... أنا عارفة ان فارق السن بينكوا مش كبير ولا حاجة .. أنا بينى وبين ابوك الله يرحمه 15 سنه وطول عمره واحنا متفقين الحمد لله لحد آخر لحظة .. عارف ليه يا فارس .. علشان ابوك طول عمره كان حنين ومكنتش بحس أنه جوزى وبس كنت بحس انى بنته بيدينى حنان الأب زى ما بيدينى حب الزوج .. فاهمنى يا فارس
أومأ برأسه وهو يحاول استيعاب نصائحها فقالت متابعة
لو عملت كده مراتك هتحبك أكتر واكتر.. وهتبقى أغلى حاجة فى حياتها ومش هتقدر تزعلك أبدا
أبتسم ونهض يقبل رأسها قائلا
ربنا
يخليكى ليا يا أمى.. ممكن بقى نطلع أحسن من ساعة ما قولتليلى كلمة مراتك دى وأنا عاوز أطلع مش عارف ليه
ضحكت والدته بشدة وهى تضع يدها على قلبها وتقول
سبحان الله كأنى أول مرة اشوفك بتتجوز فيها كأنك واحد
تانى خالص
أخذ بيديها يساعدها على النهوض واتجه بها نحو الباب وقد فاضت نظرات الحب من عينيه وهو يقول
صدقينى يا ماما.. أنا كمان حاسس أنى أول مرة بتجوز وأول مرة بحب
تزينت مهرة حتى أصبحت تبدو أكبر من عمرها الحقيقى ووقفت تنظر لزينتها بالمرآة وهى تستغرب شكلها الجديد وهيئتها شردت بعقلها بعيدا وتذكرت يوم عقد قرانها على علاء ذلك اليوم الذى لم تنظر لنفسها فيه فى مرآتها أبدا ولا تعرف كيف كان يبدو شكلها وقتها ..
لم ترى إلا فستانها وهى تنظر إليه عندما كانت مطرقة برأسها حتى لا تراه وهى تجلس بجواره مطرقة برأسها حزنا.. تذكرت كيف أبدت موافقتها على الزواج منه بدون عقل واعى رغم النفور الذى شعرت
به تجاهه عندما تقدم لخطبتها ..
نطق لسانها بالموافقة رفض عقلها وقلبها .. حدقت بوجهها فى المرآة أكثر وقد تذكرت الطريقة التى كانت تتعامل بها مع علاء لم تعتبره يوما زوجها حتى أنها لم تظهر أمامه الا بالملابس المحشمة وبالحجاب ..
لم يرى شعرها رغم إلحاحه الدائم كانت ترفض دائما لشعورها أنه غريب عليها لا تعرفه ولا تطيقه .. كانت تعتبر رفض قلبها له دليل على عدم صحة زواجهما لذلك هو ليس زوج ولا حتى خطيب .. كان طلاقها تحصيل حاصل سيحدث فى أى وقت ولكن فى أى حال من الأحوال ما كانت ستكمل معه مشوار حياتها أبدا .
كانت تراه مختطف قد اختطفها من بيئتها
متابعة القراءة