روايه مع وقف التنفيذ
المحتويات
معاكى شوية
نجحت خطته فقالت على الفور وقد احمرت وجنتيها
موافقة.. بس نقعد فى حته فيها بحر
عقد حاجبيه وهو يقول مداعبا
دلوقتى بتتشرطى.. مش لسه كنت بتقولى لاء من شوية
عقدت ذراعيها أمام صدرها متبرمة وهى تقول بمرح طفولى
خلاص مش عاوزه منك حاجة
عادا من نزهتهما بعد صلاة العصر ليجدا حالة من الهرج والمرج داخل شارعهم ودخان كثيف يخرج من أحد المحلات الجانبية الصغيرة فى الشارع .. نظرت إليه مهرة وهى تقول بقلق
أخذها إلى بنايتهم ودفع بها برفق داخلها وهو يقول
أطلعى انت لما اشوف أيه اللى بيحصل
توجه فارس إلى الحاج عبد الله صاحب محال البقالة ليسأله عن الأمر فقال له
مش عارفين حصل ازاى ده يا دكتور فارس .. أحنا فجاة كده لقينا الڼار طالعة من المحل المقفول ده .. قعدنا نطفى فيه والناس كلها اتلمت تساعدنا وكانت هوجة فى الشارع بس الحمد لله لحقناها قبل ما تكبر
ألحقنى يا فارس ..
لا يعلم كيف صعد تلك الدرجات إليها .. فى لمح البصر كان واقفا أمام شقتها المفتوحة ووجد والدته خارجة منها وعلى وجهها علامات الفزع وقالت له
تعالى يا فارس شوف أوضة مهرة
توجه فارس على الفور إلى غرفة مهرة فوجدها تقف فى منتصفها تنظر إلى ملابسها المبعثرة فى كل مكان وعلى وجهها قد رسم الخۏف لوحة ظاهرة للعيان بمجرد النظر إليها .. نظرت إليه وهى تقول بفزع
تقدم إليها فوجد فى يدها ورقة مدت يدها بها إليه وهى تقول
لقيت الورقة دى على سريرى محطوطة هنا
وأشارت إلى كومة ملابس موضوعة بشكل معين ..ليست مبعثرة مثل بقية الملابس ولكن موضوعة فى مكان ظاهر على فراشها بعناية ... كانت كومة من ملابسها الداخلية !.. اتسعت عينيى فارس وأعاد النظر للورقة سريعا فوجد بها كلمات قليلة
أزاى ده حصل وأمتى
قالت والدتها وهى تضع يدها على صدرها مكان قلبها وهى تلهث من شدة الخۏف
انا كنت تحت عند الست ام فارس وفجأة لقينا ناس بتزعق فى الشارع وبيقولوا حريقة . طلعنا انا وهى ووقفنا فى البلكونة .. ولما لقيناك انت
ومهرة راجعين من بره سيبت الست ام فارس وطلعت شقتى ولقيت مهرة طالعة ورايا ولقينا باب الشقة مكسور وأول ما دخلت أوضتها لقيناها كده على حالتها دى واتصلت بيك...
نصيحة مني أبعد عن حكاية الآثار دى خالص يا دكتور فارس
صاح فارس بانفعال
يعنى انت شايف ان قضية الآثار دى ليها علاقة باللى حصل
قال الضابط بثقة
انا مش شايف .. انا متاكد ... شوف يا فارس قضية صاحبك خلصت وطلع براءة والحكاية خلصت والبلاغ اللى انت قدمته اتحفظ حتى من غير ما يحققوا فيه ..وقضية القټل كمان اتحفظت برضه من غير ما نوصل لحاجة فيها ..وكل الأدله أطمست .. مبقاش فيه دلوقتى غير عنادك.. واعتقد اللى حصل ده والټهديد ده خطوة.. ونصيحة مني تبعد وتقفل موضوع الاثار ده خالص
يعنى أيه ..يعنى فعلا دى عصابة بقى ومش عاوزين أى شوشرة حواليهم ودلوقتى بيهددونى بمراتى
أجابة الضابط بهدوء
بالظبط كده واديك شفت نادر
وباسم اتقتلوا
لمجرد انهم لفتوا الأنظار ليهم.. شوف انت بقى ممكن يحصلك أيه لو مشيت فى الموضوع ده اكتر من كده ... خدها نصيحه من واحد شغال فى مكان ماليان فساد بالشكل ده.. أقف لحد كده يا فارس ..لو حصلك حاجة انت ولا مراتك محدش هيسأل فيكوا وبرضه القضية هتتحفظ ...
جمع فارس بلال وعمرو والضابط وقص عليهم ما حدث وما قاله الضابط صديقه فأعاد الضابط كلماته مرة أخرى أمامهم فأطرق بلال فى سكون ثم قال دون أن ينظر إليهم
حضرة الظابط معاه حق يا فارس ..أديك شفت لما اتشدينا كلنا على المعټقل محدش حس بينا ولا حد سال علينا واللى خرجنا من هناك هما هما نفس الناس اللى احنا شاكين فيهم دلوقتى.. والخۏف دلوقتى مش علينا احنا.. الخۏف دلوقتى على الحريم اللى ممكن يتبهدلوا معانا لو كملنا
ضغط فارس قبضته فى راحته وهو يقول پغضب
عارف لو هددونى پالقتل مكنش همنى حاجة ... المشكلة انهم بيهددونى بمراتى .. مراتى يا بلال
وضع عمرو وجهه بين راحتيه وهو يقول موبخا نفسه
ياريتنى ما كنت رحت اشتغلت فى الشركة دى ..ياريتنى لما قدمت استقالتى صممت عليها ومشيت ولا كنت سافرت ولا اتهببت
هتف فارس بحنق
لازم نلاقى حل مش معقول نسيبهم ينهبوا البلد كده واحنا خايفين على نفسنا لازم نوصل لأكبر مسؤل فى البلد
نهض الضابط صديقه من مكانه واقفا وهو يقول فى شرود
أكبر مسؤل اللى انت عاوز توصله ده هو اللى خد أوامر من اللى أكبر منه أن محضر القټل يتقفل والحفر يفضل شغال فى وادى الريان مكان الفندق واهو نفذ الأوامر وقفل المحاضر واتحفظ عليها من غير تحقيق .. عارف لما جارك يتعدى عليك وتروح لابوه تشتكيله تلاقى ابوه هو اللى مسلطه.. أهو هو ده بالظبط .
وضع يده على كتفه وقال بأسى
شيل أيدك من الموضوع يا فارس ..الفساد فى البلد دى من سنين كتير.. فوق الستين سنة ويمكن أكتر.. لدرجة ان الناس تعايشت معاه واتعودت عليه .. مينفعش تواجهه لوحدك أستنى شوية .. محدش عارف بكرة هيحصل أيه !
جلست بجواره حول المائدة وهى تقول بنعومة
معلش يا فارس اشرحلى الحتة دى تانى.. مش فاهماها كويس ..الجنائى ده صعب أوى
مال عليها وهمس فى أذنها
طب خشنى صوتك شوية انا كده مش هعرف اشرح حاجة خالص
ضحكت بصوت خفيض ثم قالت
معلش استحملنى خلاص الامتحانات قربت تخلص
تافف وهو يغلق الكتاب بيده وقال
ما انت لو حنيتى عليا بأطه هستحمل
ضحكت ثانية وامتزجت ضحكاتها بصوت والدته وهى تعود من المطبخ حاملة أكواب الشاى بيدها ووضعتها أمامهم وهى تنظر إليهما بمكر قائلة
أيه الدرس اللى كله ضحك ده
أمسك يد والدته وأجلسها أمامهما وقال متبرما
بصى بقى يا ست الكل ..أنا عاوز اتجوز ماليش دعوه اتصرفى ..مش انت امى ومسؤلة عنى.. أنا كده هنحرف
تبادلت النظرات مع مهرة وقالت بلامبالاة
استنى بقى لما تخلص الكلية بتاعتها
هتف فارس على الفور
نعم ! .. لالالا ..أنا يدوب هستحمل لحد امتحانات السنة دى ما تخلص
ثم نظر إلى مهرة نظرة ذات معنى وقال
وبعدها بقى محدش يلومنى
قالت والدته على الفور
طب اصبر لما نجيب لمهرة عفش جديد ولا هتدخل على القديم
ظهرت سحابة حزن فى عينيى مهرة وأمطرت حروف غيرتها الواضحة وهى تقول
الحكاية مش حكاية عفش قديم ..الموضوع ده ميفرقش معايا.. أنا بس مش عاوزه أوضة النوم دى .. مش بتاعتى.. فى واحدة غيرى نامت عليها
ثم نظرت إليه نظرات عتاب ولوم فقال
تانى يامهرة ... مش انا فهمتك الحكاية كلها قبل كده.. وبعدين يا ستى انا نفسى مش هوافق تدخلى على عفش قديم وهغيرهولك بالقسط
قالت والدته متسائلة
أنت ليه يا فارس مرجعتلهاش عفشها.. مش ده فى القايمة بتاعتها
أخرج فارس ميدالية المفاتيح وقال
كويس انى لسه معايا نسخة من مفاتيح شقتها.. هروح بكره انقلها حاجتها فيها.. ده حقها
هتفت مهرة على الفور بضيق
وانت بقى هتروح شقتها لوحدك لاء انا هاجى معاك
رفع كتفيه مقلدا لها وهو يقول مداعبا
هو انا مش قلتلك أنها محكوم عليها بسبع سنين .. خاېفة من أيه بقى ..هتطلعلى من الصورة
تاكلنى يعنى
أستندت برأسها على راحتها وقالت بعناد
برضة هاجى معاك
أنهت مهرة أختباراتها وبدأت فى أتمام أمر الأثاث الجديد أخذته إلى معرض الأثاث الخاص بوالد صديقتها وانتقيا غرفة نوم جديدة وغرفة أخرى للأستقبال ولقد كانت مهرة فى غاية السعادة والفرحة وهى تتعلق بيده وهما يتنقلان بين الغرف المعروضة .. أشارت له على غرفة صغيرة الفراش وقالت
مش ملاحظ ان الأوضة دى الكومدينو فيها أكبر من السرير
مال على أذنها وقال
هو فين السرير اصلا
كتمت ضحكتها وأكملا رحلتهما فى البحث عن أسعار مناسبة وقسط مناسب لحالتهما المادية فى ذلك الوقت وتم تحديد ميعاد الزواج بعد أيام من أتمام تجهيز شقة الزوجية .
حزمت عزة حقيبتها وهى تقول
خلاص يا عمرو كل حاجة جاهزة
دلف إلى الغرفة وقال وهو ينظر للحقائب
ده أحنا هنشوف پهدلة يابنتى
قالت باعتراض
ليه بس ده انا بحب اسكندرية أوى وكان نفسى أعيش
فيها من زمان ..كويس انك لقيت شغل هناك
بدل ملابسه وهو يقول
آه طبعا مصائب قوم عند قوم فوائد
لفت ذراعيها حول ساعده وهى تقول بابتسامة واسعة
على الأقل هنقضى شهر عسل جديد مع مهرة وفارس وكمان بلال وعبير هيسافروا معانا أسبوع
وضع يده على بطنها وهو يقول بمرح
شهر عسل أيه بقى ما خلاص أدبست واللى كان كان
دفعته وهى تقول بتبرم
أمشى كده هو
انت كنت تطول ابقى ام عيالك
دفعها من كتفها برفق وهو يقول
أمشى كده وانا متجوزك شفقة ورحمة اصلا
كالعادة كانت زفة بسيطة جميلة أحاطت النساء مهرة وهن يحملن الدفوف والشعلات وأطواق الزهور وهى تمر بينهن زهرة يافعة فى مقتبل العمر فى عينيها ترى الأمل والسعادة والتفاؤل والحب .. تصفق وتنشد معهم كالأطفال .. أما فارس فى قاعة الرجال فكان يشعر للمرة الأولى أنه فى حفل زفافه كانت السعادة بادية على وجهه وبين الحين والاخر يقترب من عمرو قائلا
ما تنهى بقى يا عم انت مسافر الفجر ولا ايه
أقترب بلال منهما وسمع عمرو وهو يقول ل فارس مداعبا
أيه ده هو مش الفرح عندكوا بيبقى اسبوع متواصل ولا ايه
ضحك بلال ضحكات رنانة بينما دفعه فارس من كتفه وهو يقول
أسبوع مين يا عم.. أنا هروح أخد مراتى وامشى ..اقعد انت بقى الأسبوع ده براحتك
وضع بلال ذراعيه على كتفيهما وهو يقول مشاكسا
لا يا عمرو حرام أسبوع كتير مشيها تلات تيام بس
نظر له فارس بحنق بينما صفق عمرو وهو يقول بمرح
العريس ھيقتلنا يا شيخ بلال .. وبعدين كلنا مسافرين مع بعض فمفيش داعى نقطع على بعض يعنى
دفع بعضهم البعض وهم يضحكون بشدة فى نشوة ومرح كبير والناس ينظرون إليهم ما بين سعيد ومندهش ..هل الملتحون يضحكون مثلنا !.. هل هم من كوكبنا أم هجموا علينا من كوكب آخر !
سافروا جميعا إلى عروس البحر المتوسط .. فارس ومهرة .. بلال وعبير .. عزة وعمرو
كل ثنائى فى شقته الخاصة المؤجرة خصيصا لهذه الأجازة باستثناء شقة عمرو التى كانت مؤجرة بشكل دائم نظرا لعمله الذى جعله ينتقل للأسكندرية للأقامة الكاملة فيها ... وضع فارس الطعام على المائدة ثم توجه إلى غرفة نومها وطرق الباب بخفة وقال
مهرة العشا
متابعة القراءة